في بلد الغالبية العظمى من سكانه من المسلمين، تنوء أكثر من 70 ألف سيدة مسلمة بحملها مشرّدة بين مناطق مقفرة ووعرة، بسبب العمليات العسكرية التي تشنّها القوات الباكستانية الحكومية المدعومة من القوات الأمريكية، ضد جماعات مسلحة في وادي سوات شمال غرب باكستان. حيث أكدت مصادر مطلعة، أن الحوامل الباكستانيات اللائي تشردن في مخيمات اللاجئين يتعرضن إلى أقسى المخاطر الصحية والحيوية بسبب الظروف الأمنية والغذائية التي يتعرضون لها. ونتيجة لذلك، حذر صندوق السكان التابع لمنظمة الأمم المتحدة من أن النساء اللائي أجبرن على النزوح والتشرد في هذه المناطق تعشن في أحوال صحية حرجة للغاية، وتتطلبن إسعاف وإغاثة فورية. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 70 ألف حامل قد تشردن منذ بداية القصف العسكري الباكستاني والأمريكي في 27 أبريل/نيسان الماضي في تلك الأقاليم. كذلك أن عدد حالات الوضع قد بلغ 6000 في شهر يونيو الماضي وحده، تطلب ما لا يقل عن 900 منها إجراء عمليات جراحية بسبب تعقيدات صحية. كما صرح الطبيب الأخصائي في النسل البروفيسور أنجوم وكايل، الذي ساعد على إقامة مستوصفات للنساء في مخيمات النازحين، صرح أن النساء الحوامل واللائي وضعن وأطفالهم، يقاسون من مشاكل صحية وغذائية حادة نظرا لشدة فقر الطعام والرعاية الصحية والطبية. ويذكر أن رابطة أطباء الطفولة الباكستانية نجحت في إقامة وحدة متخصصة بمجموع عشرين سرير لرعاية مواليد مشردات المخيمات. لكن هذا الجهد لا يتعدى كونه مجرد نقطة ماء في محيط. فقد صرح رئيس الرابطة دكتور عبد الحميد لوكالة انتر بريس سيرفس "لقد فحصنا نحو 190 وليدا حتى الآن، وتبين لنا أن 144 منهم يعانون من نقص في الوزن، و125 منهم يقاسون من سوء تغذية حادة". وأكد أن عدد الحالات التي تتطلب رعاية يتجاوز كثيرا إمكانيات الوحدة، التي تأوي إاثنين أو ثلاثة مواليد في كل سرير، فضلا عن عجز غرف العمليات عن استيعاب الحالات المعقدة. كما حذر من أن "الوضع قد يخرج عن نطاق قدراتنا تماما، إذا لم تتخذ إجراءات فورية لتعزيز خدمات رعاية الطفولة في المخيمات". ويشار إلى أن باكستان تأوي 160 مليون نسمة، بمعدل نمو سكاني يبلغ 1,8 في المائة سنويا. ويقدر الخبراء أنها ستخفق في تحقيق أربعة من الأهداف التي حددتها ألفية الأمم المتحدة التي تتطلع إلى خفض معدلات وفيات الأطفال بنسبة 15 في المائة، وتحسين الرعاية الصحية للأمهات بنسبة 50 في المائة، وذلك بحلول عام 2015. هذا ولقد عزز صندوق السكان التابع للأمم المتحدة دعمه لرعاية النازحين، ونادى بحشد 3,9 مليون دولار لتوفير خدمات العناية الصحية للحوامل والأمهات سواء في المخيمات أو في المرافق الطبية القريبة منها. "آي بي إس"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق